راقصة الطرقات...بقلمي وعلي فطيمة

راقصة الطرقات
تلد وسط قانون البشر ،كله عتاب ولوم ،وتوضع في قفص من صنع العادات والقاليد وتسجن بين حيطانه ولها لن يكون فرار ،فهي الجمال ،والاسم ومن كل جهة رجل قانون يراقبها ويعاقبها كيف شاء ان وطأت رجلها عالم الخطيئة ليس قيدا فرضته الحياة انما هي فتاة ولدت في زمن يعيب الانسان على اتفه الاسباب والمرءة يعلن موتها ولو الغدر اتى من رجل سواها .
تمر الايام والسجن لا ينتهي ،والحياة تنثر حزنها ويتكاثر حزنها ويرسل الله بلاءا من السماء،فتجلس تبكي وتنوح على حظها وهي كانت تنتظر ان تلبس ثوبا ابيض اللون ،لكن اغتسلت من بحر الالم واعلنت العذاب رفيقا ،والفقر شبح يسكن بيتها ،وترى الموت تزور عزيزا على قلبها وهي مقيدة بظلم البشر .
لكن ذات فجر تستيقظ على دموع امرءة حائرة وتسمع ان الوضع سيء .فتلبس ثوبا جميلا وتخرج الى المدينة وتبحث عن لقمة شاقها لكن دون جدوى ،كل الابواب مقفلة .
تجلس وتلاحظ البشر وتتساءل على من رسم القانون اهو انسان ام من عالم الوهم اتى ليسكن عقول البشر .
فجأة ترى عازفا يغرد كالطير  بلحن سجي والكل يرمقه بنظرة ،فتقترب اليه وتقول: مارأيك ان اصدقاء ،ونزدهر معا ،يتعجب ويرد : انا انسان سيء في مجتمع لايرحم النفوس .عودي لماضيك ولا تصنعي غريبا صديق .
تجلس على الرصيف بجانبه وتقول: انا جادة فيما اقول اريدك رفيق دربي لاتغلب عن احزاني ،انت عازف مشهور ،لكن طبقك ينقصه شيء من التابل لترضى عليك العيون ، وانا فقيرة ضائعة تريد ان ترسم الفرحة على وجوه تقتلها الكآبة وانا ادرك نفسي انني ضد القانون. لكن اناشد راسمه بأن يمد يده لي اليوم ،لكن اين اجده ،وهو سلطان الكلام يغتي على كل الوجوه ،ورسم نفسه ملاكا ،ولا يتقن الا لوم كل من دعمت عياناه من عناء الزمن ،وانا منهم اليوم ،اتوافق بي؟ ام سأجد سواك ،واعلن تمردي اليوم فأريد ان اجمع شيء اسمه المال ،ليس لاجلي ،لكن لعيون تسيل دمعا.
يرضى بها وتطلق يديها طيرا حرا ،فيقف الكثير لينظر ماترسمه على الهواء ،انها لا تتعب ولا تشقى وتبهر كل العيون برقصها الرهيب وتأخذ اتعاباها في نهاية المساء ، كل يوم هكذا الا ان بدأت الناس تشتكي وتقول انها متمردة طغت القانون.
فترد : انا بسجنكم كبرت واحترمت قانونا رسمه انسان ،لكن اين انتم لما كثرت دموعي واختفى طعامي وعزيز عني يعاني ؟
انتم غرباء ولا احد يذكر اسمي ،واليوم انا حديث كل انسان خصوصا من ضن نفسه عاقل ومن حقه رجم كا البشر ،ناس نفسه انه بالوحل غاص ، لأن لا احد يحيي بالكلام ،انما اين الافعال ؟
يصمت الجميع ويقول : انها مجنونة منحرفة هيا بنا لنرحل ،لم يعد ينفع معها الكلام .
يرحل الجميع ويبقى احدهم ويقول: حماك الله من كل شر ،وافرجها عنك وعن كل حزين؟ انها دعوة غريب مر من هنا ،لا تحسبيني عاقل ،انما عشت يوما ماانت اليوم.
تلومها امها على ماوصلت اليه ،لكنها تصمت ليس لديهم خيارفهذا هو الزمان عليهم بالنجاح لاجل من هلكهم العناء.
كل يوم تبهر المارة وتكسب الكثير والزمن يمر ، وذات يوم يقتلها البرد وتجلس تدفء نفسها لكن وضعها يسوء ،وموقد النار لا يدفئها .فيعود العازف الى مكانه الاول ويتركها جالسة تنتظر الشفاء ،لكن دون جدوى .
ذات مرة احست انها على مايرام وتذهب لتلتقي الناس ،فتجد نفسها غريبة والعازف تعلم كيف يجمع المال وجلب لنفسه فتاة سواها اكثر نشاط.
فتطلق صوت لحن الحزن وبحركات غريبة تبهر الجميع .
يعجب الناس بأمرها ويصفق لها المارة بحرارة. وتكسب ماتريد لمن اعتادت بوجوههم الحزن لينجو العزيز وتكثر البسمة ،يبداء المطر بالنزول وتحضن المال جارية دون نظرة الى الوراء كأنها تريد الاعتزال ،ام الزمان اجبرها على مالا تريد وضاعت بين الحلم والحقيقة ،وتصل للبيت وتهدي اهلها الهدية وتجلس بصمت .ثم تدخل الفراش لتنعم نفسها بدفء ،وتفكر في الغد المجهول ماذا ينتظرها.
Assirem Line Romayeca
بقلمي وعلي فطيمة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر.. ضل قومٌ ليس يدرون الخبر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د . صالح العطوان الحيالي