شدى بغصن اللسان...الأديب حسن السلموني

شدي بغصن اللسان ، تنطلق الزغاريد ، تزف نداء خليل عازب ، وأنت على هودج الجنوب ، عروس ، بلون الحداد ناجب ، حيثما ألاقيك على محي الغيوم ، تقابلني عيناك على نافدة الوجع ، ببريق زاهد متصوف ، داخل خلوتك ، أختلي خلوة متعبد ، فتهم بي زخات أحزان من سويد الصلاة تمطر ، كأنها برد خدج رمت به سحابة يضنيها الترمل ، عيون تبادل الولوج إلى أقصا غور ، سرب من نظرات غسقية ، تسقي من رخيم البكاء فسيلة ، والمزهرية نصب داخل مشتل رحمك ، فخارها من طينة رميمي لا يكسر ، ولبست اليقين في دار خيالي حين أشاهد على مرآة عينيك ، مقلتي تحمل قطوف نظراتك وشدرات قطرة ملح وجدول حابل بندى السرور ، وأنت من ثرى الجنوب إله عفيف ، ترفضين على محرابك صلاة العبيد ، وهم ينشدون أغنية المكاء لأضرحة الأكبال ، فأحيك لك من السماء نزلا ، على أرج منازله تنشرين على ذراعين من لجين ، غسيل كفني ، وتنتظرين ، على ربوة صدرك المكلل بالأركيد ، قدوم ولادتي ، ولادة شمس أهديه إليك على مشكاة روحي ، في جنتي عجفت كل نسائي وجاريات العهود القديمة ، بحرق غيرة لا يندمل القرح ولا القلب بداءها ، وأنت على مصطبة الليل قامة قد الكون تتجلسين ، تخيطين تحت نشيش الثلج وتحت ضوء شمعة تقاوم أن تهزم عند نبوغ الفجر ظلام الليل ، آلام الأرض والجراح بظفيرة شعرك المتوهج ببراءة الصبا ، وبوجنة كفك الوضاء تضمدين ندوب التكالى وهن يصدرن الزغاريد لذاك الصدى العجوز الأصم ، وقبالتك البدر يمضي تحشما وتسترا بنقاب الغيوم ، إن بهاءه لا يكتمل إلا إذا خلس منك لجين الجمال ، فأنت يا سيدة الجنوب ، معبد يجمع كل الأنبياء ، على محرابك المظلل بدوحة الأرز ، أرى فيك عيسى يعانق محمدا وهما ينضدان فيك الروح ، وأنت على عتبة روحيهما ، تضربين بنمل السبحة على نهديك القدس ، فيتفجر منهما شلال السلام يكون شرابا لكل من شردته الحروب

الأديب حسن السلموني

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر.. ضل قومٌ ليس يدرون الخبر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د . صالح العطوان الحيالي