راحت الكهرباء بقلم الشاعر إبراهيم العمر
راحت الكهرباء
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
راحت الكهرباء عند منتصف الليل ،
أطبقت العتمة على الشوارع والستائر والمفروشات ،
حتى سقف الغرفة ، فوق راسي ، حجبه الظلام ،
سكون رهيب ، دقائق قليلة ، دار الاشتراك،
الليل لم يزل ضاغطا على صدري وشعوري،
صوت المروحة لملم وشوشات الليل ..
وشوّش على خربشات الخفافيش
التي كانت تعشعش فوق شبابيكي
وتنسج شراشيب التوتر والقلق على شغاف فؤادي ،
وتعبث بحشائش روحي المستوحشة ..
الشاردة على شرفات الشرنقات الشرقية،
عناكب كبيرة ، قوائمها بالشعر الاسود البشع مكسية ،
راحت تتسكع وتتشابك على جبيني ..
وتنسج شرائط القلق والشك والريبة علي وجداني وفكري ،
جسدي صار يهتز في رعشات متواصلة ،
وروحي تنكمش مثل فراشة صغيرة بقيت خارج الشرنقة
وتفاجأت بصقيع الشتاء ..
وشردت وحيدة على الشواطئ في عزّ تشرين .
لا ادري كيف تشابكتُ مع الشرشف الأبيض الرقيق وانطويت في داخلي ،
اتمتم ببعض التراتيل والأدعية اللاشعورية…
وابحث لنفسي في أعماق النعس عن حلم جميل ،
وعن خطوات على شعاب المشاوير ،
بالقرب من جذع شجرة الشربين العتيقة ،
المهرهرة والشايبة، عند كتف الوادي ،
عند نهاية المشوار ، عندما يتعب المشي ،
حيث لا تزال قشور الفستق العاشوري ،
المشرشرة على هوامش المماشي والشوارع ،
حمرة ومنتشية وندّية …
بعد ان تمرّغت على شفاه عاشقة وشقية ،
وتشّردت على شهقات شوق وحنية ،
كانت تسيل بعذوبة وإشراقة وشفافية…
وتتدفق مثل شلالات شهد صافية ونقية ،
تنبع من الروح والقلب والشرايين .
ــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر
تعليقات
إرسال تعليق